خطاب إلى الأمناء العامين

بسم الله الرحمن الرحيم
خطاب إلى الأمناء العامين
يتقدم المؤتمرُ الشعبي لفلسطينيي الخارج من اجتماعِ الأمناء العامينَ بالتحية والتقدير، باعتباره خطوةً إيجابيةً على طريق وحدةِ الصف الفلسطيني، ضدِّ صفقة القرن ومخططاتِ الضمِّ واتفاقياتِ الهرولةِ نحو التطبيع، فإعلانُ ضمِّ القدسِ ونقلُ السفارةِ الأمريكية إليها، وما يجري من تآمرٍ لتقسيمِ الصلاة في المسجد الأقصى؛ يعكسانِ عِظَمَ الخطرِ الداهمِ على قضيتنا وشعبنا.
على أن مواجهةَ هذه الأخطارِ والتحديات مواجهةً فعالةً وملموسة؛ تتطلبُ إعطاءَ الأولويةِ لتصعيدِ المقاومةِ الشعبيةِ بكل أشكالها حتى دحر الاحتلالِ وتفكيكِ المستوطناتِ بلا قيدٍ أو شرط.
إن موازينَ القوى العامةِ تسمحُ بتحقيقِ هذا الهدفِ إذا ما توحدت جهودُ شعبنا في كل أماكنِ تواجده، مع تعبئة طاقاتِ فلسطينيي الخارجِ ودعمِ شعوبنا العربيةِ والإسلامية وأحرارِ العالم، من خلال إطلاق المقاومة الشعبية طويلةِ النفسِ التي ستجعلُ استمرارَ الاحتلالِ مُكلفاً أكثرَ من رحيله.
وإنّ مؤتمرَنا بهذهِ المناسبةِ يؤكدُ على أهميةِ دورِ فلسطينيي الخارجِ الذين يزيدُ عددُهم عن السبعةِ ملايينِ فلسطيني، هذا المكوِّنُ المهمُّ والحيويُّ الذي هُمِّش ولم تُستَثمر جهودُه منذ اتفاقِ أوسلو الكارثي، وذلك بالرَّغمِ من تاريخهِ الطويلِ في الصمودِ والبذلِ والتضحيةِ وإطلاقِ المقاومةِ الفلسطينية، ولا مجال لتجاوزِ إرادةَ هذا المكونِ المهمِّ من أبناء شعبنا الفلسطيني بما فيه من مؤسساتٍ وطاقاتٍ وشخصياتٍ وعناوينَ وطنيةٍ ساهمت وبشكلٍ كبيرٍ في المحافظة على الهويةِ الفلسطينيةِ، وإبقاءِ جذوةِ الثورةِ في ضمائرِ شعبنا متقدةً.
المطلوب منا ومن الجميع الآن هو حشدُ وتفعيلُ كافةِ الطاقاتِ والقدراتِ في الوطن والخارج لمواجهةِ المخاطرِ التي تُحدقُ بقضيةِ فلسطينَ، وهو ما يتطلبُ الاتفاقَ على استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ لقيادة المرحلةِ على أسس ديمقراطية تعززُ من قيمةِ الشراكةِ.
إنهُ ومن خلال اللقاءات التي تمت واللقاءاتِ المزمعِ عقدُها بين القوى والفصائل الفلسطينيةِ؛ ثَمّةَ توجهاً لديها بأخذِ قراراتٍ لإجراءِ انتخاباتٍ تشريعيةٍ ورئاسيةٍ وللمجلسِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ بالتتالي، ونعتبر ذلك استحقاقاً لأبناءِ شعبنا الفلسطيني في كلِّ أماكنِ تواجده، إضافةً إلى أنه استحقاقٌ متمثلٌ بتوحيدِ الموقفِ والصفِّ وجْمعِ الجهود.
فمن هنا يرى مؤتمرُنا أنه من الأنسبِ والأصوبِ أن تبدأَ الانتخاباتُ أولاً باختيارِ مجلسٍ وطنيٍّ فلسطيني جديد، لأنها الانتخاباتُ التي يشاركُ فيها الكلُّ الفلسطيني في الداخلِ والخارجِ، وتعبِّرُ عن إرادته العامة، محذرين من أن تكون الانتخابات ممراً لتجديد اتفاق أوسلو والشروعِ في المفاوضاتِ العبثية، بل هي انتخاباتٌ لتجديدِ وضخِّ دماءٍ جديدةٍ في الجسدِ الفلسطيني بمشاركة الجيلِ الشابِّ والمرأةِ الفلسطينية، وبثِّ الروحِ الديمقراطيةِ في المؤسسة الفلسطينية، وفي إدارةِ التصدي ومواجهة الاحتلال، وهي أمورٌ تتطلبُ الاستعدادَ اللازمَ لمثلِ هذهِ الاستحقاقاتِ في التوافقِ بينَ كلِّ القوى الفلسطينية، ومعها العناوينُ المعبرةُ عن إرادةِ شعبنا الفلسطيني في الخارج لأجلِ توفيرِ البيئةِ الديمقراطيةِ المناسبة والمنشودةِ لضمانِ نجاحِ الانتخاباتِ الفلسطينية. وعليه فأن مؤتمرُنا يرى إعطاءَ الأولويةِ لانتخابِ المجلسِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ إذا ما تقررَ إجراءُ انتخاباتٍ عامة.
وأخيراً نكرّرُ التوجُّه إلى قادةِ العملِ الفلسطيني، وإلى كلِّ مكوناتِ شعبنا لتصعيدِ عملِ لجنةِ المقاومةِ الشعبية، بإعطاءِ الأولويةِ لمواجهةِ الاحتلالِ والاستيطانِ والضمِّ وصفقةِ القرن، دونَ إغفالِ دورِ فلسطينيي الخارجِ النضاليِّ في إسنادِ شعبِنا في الداخل.
نتوجه بالتحية والتقدير لأسرانا أسرى الحرية خلف القضبان في سجون الاحتلال، وكلنا ثقة بأن أحبتنا سيرون النور في أقرب وقت ممكن.
الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى
معاً على طريق التحرير والعودة
المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
بيروت 30 أيلول 2020