اختتام أعمال مؤتمر الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية في كولومبيا

اختتم، مساء الأحد، في مدينة برانكيا الكولومبية أعمال المؤتمر الثاني لاتحاد الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية، والذي استمر ثلاثة أيام. وقد شاركت وفود في المؤتمر من أبناء وبنات الجاليات الفلسطينية في كل من كولومبيا والبرازيل وفنزويلا وبوليفيا وهندوراس والسلفادور وغواتيمالا، بينما غاب عن المؤتمر ممثلو تشيلي حيث توجد أكبر الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية، وذلك لأسباب إدارية.
وهذا هو المؤتمر الثاني للاتحاد الذي عقد مؤتمره الأول في السلفادور عام 2019 ثم تعطل بسبب جائحة كوفيد-19. وخاطب المؤتمر عدد من الضيوف من أمريكا الشمالية ومن فلسطين عبر تقنية الزوم.
وناقش المؤتمر عددا من المواضيع الهامة التي تهم الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية وخاصة توسيع برنامج المقاطعة للكيان الصهيوني (BDS) والتأثير في مجريات السياسة الداخلية لتلك البلاد بما يخدم القضية الفلسطينية.
واعتمد المؤتمر بيانا ختاميا أكد فيه المشاركون على عمق انتمائهم للشعب الفلسطيني “وأن الجاليات الفلسطينية في دول الشتات، والذين يزيد عددهم عن نصف الشعب الفلسطيني هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني في أرضه التاريخية”.
وجاء في البيان الختامي: “إننا نتابع التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية ونسعى مع بقية القوى الشريفة والمخلصة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعميق وحدته وبناء مؤسساته الوطنية على أساس سليمة قاعدتها الميثاق القومي الفلسطيني لعام 1964 في القدس والمعدل عام 1968 تحت اسم الميثاق الوطني الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على الهوية الفلسطينية وعروبة فلسطين وشعبها وحقه في كامل أرضه وحقه في المقاومة بجميع أشكالها التي أقرتها المواثيق الدولية، وحقه في تقرير المصير على ترابه الوطني وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي اقتلعوا منها أيام النكبة الفلسطينية عام 1948”.
وأكد البيان على أن “الشخصية الفلسطينية صفة أصيلة لا تتغير بتغير المكان أو مكان الإقامة بل تنتقل من جيل إلى جيل وأن بعد الإنسان الفلسطيني عن وطنه لأسباب قسرية لا يفقده شخصيته المميزة وهويته الوطنية وانتماءه لشعبه وإسهامه في مشروع التحرير والعودة”. كما دعا البيان إلى “إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتفعيل مؤسساتها وذلك بانتخاب مجلس وطني شامل لكافة أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان”.
وطالب البيان “بإلغاء اتفاقيات أوسلو الكارثية، وما ترتب عليها من ملحقات وارتباطات أضرت بالشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، واستبدال ذلك بتعبئة الجماهير الفلسطينية في كل مكان واشراكها في استعادة الوحدة الوطنية على قاعدة ديمقراطية تعددية وإدماجها في مشروع التحرر الوطني والمقاومة بمعناها الشامل والتحالف مع الجماهير العربية وأنصار الحق والعدل في كل مكان”.
وأكد البيان “على رفضه المطلق لمعطيات مؤتمري العقبة وشرم الشيخ، وكافة أشكال التنسيق الأمني التي تؤدي إلى تلطيخ الأيادي الفلسطينية بدماء أبنائها، كما يرفض المؤتمر ويدين كافة أشكال التطبيع العربي مع العدو الصهيوني ويدعو إلى تفعيل برنامج المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). ودعا المؤتمر إلى إعطاء الأولوية لقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وضرورة استنفاذ جميع الوسائل للدفاع عن حقهم في الحرية وعودتهم إلى أهاليهم وأحبتهم. كما يدعو المؤتمر إلى رفع الحصار عن قطاع غزة والعمل على كسر هذا الحصار الظالم وغير الشرعي وضرورة توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين وضمان العيش الكريم لهم لغاية عودتهم إلى ديارهم وأراضيهم قبل النكبة”.
وفي الختام أكد المؤتمر أن اتحاد الجاليات الفلسطينية في أمريكا اللاتينية عبارة عن مؤسسة وطنية غير حزبية وتعمل فقط من أجل ربط الجاليات الفلسطينية وقضيتها الوطنية والمساهمة في صمود شعبنا ومقاومته ويعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني العظيم ومشروعه الوطني الذي تم التوافق عليه في الميثاق القومي لعام 1964 والمعدل في الميثاق الوطني عام 1968.
وأفاد رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ورئيس اتحاد الجاليات الفلسطينينة في أمريكيا اللااتينية أ. سمعان خوري أن المؤتمر الثاني للاتحاد في كولمبيا حقق الأهداف المرجوة بتواجد شخصيات و قامات فلسطينية ملتزمة بالقضية الفلسطينية من ثلاث قارات وإحدى عشرة دولة . حيث انتخب لجنة تنفيذية مكونة من 11 عضواً يمثلون الدول المشاركة فيه، ثم انتخبت اللجنة التنفيذية ريكاردو محرز من كولومبيا رئيسا، وجهاد يوسف من فنزويلا نائبا للرئيس.
من جانبه بارك الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج د. أحمد محيسن انعقاد المؤتمر واعتبره فعل ديمقراطي باختيار مؤسسات الشعب الفلسطيني لقيادتها في أمريكا اللآتينية بطريقة ديمقراطية نزيهة لتكون مثلاً يحتذى به في كل أماكن التواجد الفلسطينيين من أجل تحقيق طموحه في اختيار ممثلي الشعب الفلسطيني تحت قبة البرلمان المتمثل بالمجلس الوطني الفلسطيني لنقف خلف قيادة فلسطينية مختارة ديمقراطياً تقود شعبنا نحو التحرير والعودة.