الطلبة الفلسطينيون بمخيم "دير بلوط" السوري.. من خيمة السكن إلى خيمة المدرسة

الطلبة الفلسطينيون بمخيم "دير بلوط" السوري.. من خيمة السكن إلى خيمة المدرسة

تقرير- قدس برس

من خيمة المسكن إلى خيمة المدرسة؛ يتوجه الطلاب الفلسطينيون في مخيم دير بلوط (شمالي سوريا) كل صباح.

معظم هؤلاء الطلاب لم يعرفوا شكلا للمدرسة سوى الخيمة، بينما لا زالت بعض الصور العالقة في ذهن الطالبة الفلسطينية في الصف السادس الابتدائي "روان" عن مدرستها في حي الكرمل بمخيم اليرموك، جنوب دمشق، وهي حينها في الصف الأول الابتدائي، قبل أن تهجّر مع عائلتها إلى الشمال السوري عام 2018.

وقالت والدة روان لـ"قدس برس"، إنها "عندما أخذت ابنتها إلى المدرسة في مخيم دير بلوط، كانت تحدق في الخيمة التي ستتلقى التعليم فيها، ثم تخرج وتتلفت حولها فلا ترى سوى الخيام، وكأنها تبحث عن باحة مدرستها في مخيم اليرموك، أو بناء مثله، أو حتى (البوفيه) التي كانت تشتري منه الحلوى".

وأضافت أن "روان لم تكن تدرك حينها ما الذي جرى، ولماذا جيء بها إلى هنا، ولا زلت أذكر أني عندما تركتها في المدرسة في أول يوم دوام؛ كانت بحالة من الذهول لا تستطيع التعبير عنها".

ومع ذلك؛ أكدت والدة روان حرص عائلتها، كباقي العائلات الفلسطينية، على متابعة تعليم أبنائها، رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها.

بين الواقع والمأمول

من جهته؛ أوضح مدير مدرسة مخيم دير بلوط محمد أبو علاء، أن مدرسة مخيم دير بلوط "أنشئت عام 2018 من قبل مجموعة من الناشطين، خشية ضياع جيل بسبب الحرب والتهجير".

ولفت إلى أن المدرسة بدأت بدون مقومات حقيقية للتعليم، حيث كان الطلبة يفترشون الحصير، ويحدقون في لوح بدائي، مضيفاً: "تمكنّا من تأمين بعض المقاعد الدراسية للطلبة، وزيادة عدد الصفوف، في خيام متفاوتة الحجم".

واشتكى أبو علاء من تدني أجور المعلمين، حيث يتراوح أجر الكادر الإداري والتعليمي بين 50 و60 دولاراً فقط، مشيرا إلى أن ستة معلمين استقالوا مؤخراً، والتحقوا بالمدارس الخاصة في بلدة أطمة المجاورة، حيث يحصل المعلم على أجر أفضل بكثير.

وأضاف أن "معظم المدرّسين يعملون في مهن مختلفة حتى ساعات المساء لتأمين قوت أبنائهم"، متسائلاً: "أي مستوى تعليمي يمكن أن يقدمه معلم يعمل بعد دوامه، ويأتي مرهقا في اليوم التالي للمدرسة؟".

وقال أبو علاء إن "المدرسة تحتاج إلى بناء، فنحن لا نريد لطلابنا أن يبقوا حبيسي الخيمة في البيت والمدرسة".

وشدد على ضرورة أن يكون للمدرسة سور لمنع حالات التسرب، لافتاً إلى أهمية توفير مياه نقية للشرب، خاصة مع تفشي مرض الكوليرا في المناطق والمخيمات بالشمال السوري.

وذكر مدير المدرسة أن "عدد الطلبة المسجلين بلغ حتى الآن 383 طالبا"، مشيراً إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي الطلاب، وعدم قدرة كثير منهم على تأمين القرطاسية اللازمة لأبنائها".

وتحتوي مدرسة مخيم دير بلوط على مراحل التعليم الأساسي من الصف الأول إلى السادس، وينقسم الدوام فيها إلى فترتين صباحية ومسائية.

ووفق مصادر محلية؛ فإن العائلات الفلسطينية المهجّرة في الشمال السوري، تعاني من التكاليف الباهظة لتجهيز طلبة المدارس، قياساً بمستويات الدخل المتدنية، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتخلي وكالة الأونروا عنهم، ما يحرم العديد من التلاميذ من حقهم في الدراسة.