46 عامًا ولم يستطع الاحتلال اقتلاع جذور الفلسطيني

هناك في الجزء الشمالي الشرقي من مرج سخنين بين عرابة وسخنين ودير حنا في سهل البطوف المستوي بدأت قصة يوم الأرض؛ كانت مساحتها نحو 42 ألف دونم مكتظّة بالملّ، منع المحتل الناس من ريادة أرضهم إلا لمن يحمل تصريحاً يجددونه كل ثلاثة أشهر، ثم أرادوا اقتلاع كل شيء فحوّلوا 17 ألف دونماً منها إلى منطقة عسكرية تماماً تتراص فيها الدبابات والقواعد الصاروخية وآلات الموت.
رفض أهلنا العاشقون لأرضهم هذا التغوّل على هويتهم التي تحملها روح أرضهم ومتنفسهم وبساتينهم، وانضمّ إليهم من لا أرض له هناك أيضاً، فاتحدوا وثاروا وأعلنوا الإضراب، وتحدّاهم العدو بحظر شامل للتجوال قبل موعدهم بيوم، وانتشر جيشهم وشرطتهم في بلدات سخنين وطمرة وطرعان وكابول وعرابة البطوف ودير حنا وعرب السواعد، وارتقى ستة أقمار (خديجة ورجا وخير ورأفت وخضر ومحسن)، وجرح خمسون، واعتقل 300.
بهذه الكلمات لخّص الكاتب أسامة الأشقر قصة يوم الأرض الذي نعيش اليوم ذكراه السادسة والأربعين.
وعلى الرغم من مرور عشرات السنين إلا أن الفلسطينيون مازالوا يحييون ذكراه تأكيداً على تمسكهم بأرضهم التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي اقتلاعهم منها.
فعاليات تضامنية حول العالم
خرج عدد من المتضامنين مع فلسطين في مدينتي مراكش والرباط في المغرب في وقفة تضامنية إحياءً ليوم الأرض، كما شارك أطفال تونسيون بفقرات فنيّة وشعبية فلسطينية أكدوا من خلالها على حق الفلسطيني بتمسكه في أرضه.
وفي أميركا اللاتينية أحيى الفلسطينيون يوم الأرض بفعاليات دعا لها اتحاد الجاليات الفلسطينية، شملت إقامة أنشطة ثقافية وندوات ولقاءات، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات ورفع للعلم الفلسطيني، في كل من البرازيل والأرجنتين والسلفادور وتشيلي والعديد من المدن في أميركا اللاتينية.
وفي سياق متصل نظمت هيئة المؤسّسات والجمعيّات الفلسطينيّة والعربيّة في برلين ولجان فلسطين الديمقراطية، وقفة جماهيرية في ذكرى يوم الأرض، أكدوا من خلالها على التّمسّك بالثّوابت الفلسطينيّة وعلى حقّ اللاجئين بالعودة، مطالبين بنصرة الشعب الفلسطيني والدفاع عنه ومساعدته في تحقيق عودته لأرضه التي هُجّر منها، ووضع حد لممارسات الاحتلال العدوانية بحق شعبهم وأرضهم ومقدساتهم.
كما شارك آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بإحياء ذكرى يوم الأرض، في مهرجان جماهيري، وسط حضور رسمي، أكدوا من خلاله على صمود الشعب الفلسطيني، وإصراره على تحرير كامل أرضه والعودة إليها.
أما في تركيا نظمت تنسيقية مقاومة الصهيونية والتطبيع بالتعاون مع جمعية طلبة فلسطين، دوري كرة القدم للجاليات العربية والإسلامية، وذلك ضمن فعاليات يوم الأرض الفلسطيني.
وأيضاً في ساوباولو البرازيلية خرج متضامنون في مظاهرة أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي تضامناً مع الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني يجدد تمسكه بأرضه
أجمع عدد من الشخصيات الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني يجدد في يوم الأرض تمسكه بأرضه وحقه بالعودة.
حيث قال نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج هشام أبو محفوظ: إن "الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده يجدد تمسّكه بأرضه كاملة وبحقوقه المشروعة وفي مقدمتها حق العودة إلى فلسطين."
و أكد أن الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض، تأتي في ظل تصاعد العمليات الفلسطينية المقاومة ضد الاحتلال ومستوطنيه في مدينة القدس والداخل المحتل.
واعتبر أبو محفوظ في تصريح لـ "فلسطينيو الخارج"، أن العمليات البطولية في بئر السبع والخضيرة ومدينة تل الربيع المحتلة، تمثل خيار الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والتصدي لسياساته العدوانية.
من جانبه أكد رئيس الجاليات الفلسطينية في أميركا اللاتينية سمعان خوري أن الفلسطينيون حيثما كانوا يحتفلون بذكرى هذا اليوم، حيث يؤكدون تمسكهم بقضيتهم، ودعمهم لإخوانهم في الأراضي المحتلة.
وأضاف خوري "يأتي يوم الأرض ليذكرنا دوماً أن الحق لا يأخذ إلا بالقوة، ومن المحال أن يعاد شبراً من الارض إلا بعزم كل فلسطيني".
وأشار خوري إلى أهمية دور الشتات الفلسطيني، حيث يشكل 65 بالمئة من الكل الفلسطيني بقرابة 7 ملايين موزعين على عشرات الدول".
وفي السياق ذاته قال النائب الأول للهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ماجد الزير إن "أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان يجتمعون ضمن وحدة الشعب للتمسك بالأرض في يوم خالد وهو 30 من آذار ليجددوا فيه عهدهم مع أرضهم بأنهم متمسكون بحقهم في العودة.
ويبقى الفلسطينيون يحييون ذكرى يوم الأرض وغيرها من المناسبات الوطنية حتى يثبتوا حقهم في أرضهم.