هل يكون لفلسطين مقعد في "برلمان شعيب" .. إذا أردت ذلك اقرأ التقرير

هل يكون لفلسطين مقعد في "برلمان شعيب" .. إذا أردت ذلك اقرأ التقرير

بعد مرور سنتين من الإعداد والتحضير للفكرة، تمكن الإعلامي والناشط الكويتي على مواقع التواصل الاجتماعي "شعيب راشد"، من تحقيق حلمه بإطلاقه مشروع "برلمان شعيب" وذلك بالتعاون مع شبكة الجزيرة القطرية، وهو برنامج تلفزيوني مجتمعي حقوقي تفاعلي.

وتقوم فكرته على تشكيل برلمان شعبي ينتخبه الجمهور، حيث تسود فيه لغة الحوار، والعمل الجماعي، وحرية التعبير، ونبذ الإقصاء والتطرف. يمثل البرلمان هموم المنطقة العربية، ويناقش قضاياها، ويقترح لها حلولا تعكس رأي الأغلبية. وفق ما نشره موقع "برلمان شعيب" الإلكتروني.

ويتكون البرلمان، من 13 عضوا، يتم انتخابهم لفترة برلمانية مدتها عام واحد، وفق نظام الدوائر وهي 5 دوائر (دائرة الشام والعراق، دائرة مصر، ودائرة مجلس التعاون الخليجي واليمن، ودائرة المغرب العربي، ودائرة السودان وشرقي إفريقية)، سيترأسها حاليا ولأربع فترات متتالية، الناشط شعيب راشد، وسيوزع أعضاءه المنتخبين على ثلاث لجان، وهي لجنة الشؤون السياسية والاقتصادية، ولجنة الحقوق والحريات، ولجنة العلوم والمجتمع، وستقوم هذه اللجان بمناقشة القضايا في 16 جلسة ضمن دورته الأولى.

 وكان أعلن يوم الثلاثاء 7 أبريل، عن فتح باب التصويت للمرشحين الذي بلغ عددهم 532 مرشحا ومرشحة (إذ كان يحق قبل إغلاق باب الترشح، لأي شخص بعمر 18 عاما أو أكثر ويتكلم ويكتب العربية الترشح لعضوية البرلمان، بصرف النظر عن جنسيته).

ألية الانتخابات

وتنقسم فترة الانتخابات إلى مرحلتين الأولى انتخابات تمهيدية مدتها شهر، يتم اختيار ضعف عدد المقاعد لكل دائرة (مثلا دائرة الشام فيها 3 مقاعد، يتم اختيار المرشحين الستة الأعلى أصواتا من باقي مرشحي الدائرة)، ثم انتخابات نهائية ومدتها أسبوعان يتم اختيار أعضاء البرلمان من الفائزين (24 مرشحا) في المرحلة الأولى لاختيار 12 شخصا منهم ليكونوا أعضاء البرلمان في دورته الأولى.

البرامج الانتخابية

وتحت شعار “عرب الداخل الفلسطيني المحتل موجودون أيضا على خريطة الوطن العربي" يطمح المرشح فؤاد ناهي موسى (مصور ومصمم ومخرج ومنتج وصانع محتوى اجتماعي)، الحاصل على (3159 صوتا)، لنيل أحد مقاعد دائرة الشام والعراق الثلاثة من أصل 215 مرشحا، ويليه في الترتيب من المرشحين الأعلى أصواتا من الأردن، المرشح رضا ياسين (بكالوريوس إذاعة وتلفزيون)، وبلغت أصواته (2948 صوتا)، حيث ركز في حملته على شعار “مقاومة التطبيع ومنع المشروع الصهيوني من الوقوف بوجه نهضة دولنا العربية”.

ورغم أنهما سجلا أعلى الأصوات من بين المرشحين باسم فلسطين، ولكنهما لا يعتبران من الفائزين والمنتقلين إلى المرحلة الانتخابية الثانية حتى الآن، وفق النظام الانتخابي لبرلمان شعيب، باعتبار وجود 6 (وهو عدد المرشحين المتأهلين للانتخابات النهائية من هذه الدائرة) مرشحين ضمن الدائرة قد نالوا على أصوات أعلى منهما. 

فهل سيكون لفلسطين مقعد في البرلمان الشعبي؟ وهل سيتمكن أبناء الشعب الفلسطيني من تصدير شخصيات شبابية تمثلهم لمناقشة قضاياهم التي تهمهم ويطرحونها في البرلمان وجلساته المرتقبة؟ لنتعرف سوية على برامج كلا المرشحين، أملا في تشجيع المصوتين لمنح أصواتهم لأحد المرشحين مما يخولهم فرصة الاستمرار في السباق الانتخابي، والوصول إلى المرحلة الثانية من الانتخابات ومنها لعضوية البرلمان.

نسلط الضوء هنا على أهم النقاط في البرامج الانتخابية لكلا المرشحين، والجدير ذكره أن البرامج الانتخابية للمرشحين باسم فلسطين والذين بلغ عددهم 30 مرشحا، والتي ركزت على الجانب السياسي باعتبارها قضية تحرر وطني، نالت أعلى الأصوات من الناخبين حتى الآن. بالإضافة إلى رفض كامل من قبل المرشحين الثلاثين للتطبيع مع الاحتلال.

يركز المرشح فؤاد ناهي موسى، في برنامجه الانتخابي، على أن قضية تهميش "عرب الداخل" الفلسطيني المحتل، من الخريطة العربية أو تخوينهم واعتبارهم كالصهاينة، يؤثر بشكل كبير على أبناء فلسطين في الداخل المحتل، ويخلق لديهم اضطرابا بالهوية والشعور بالتهميش.

ويقول موسى: "أرى أنه من المهم جدا عدم تهميش عرب الداخل الفلسطيني المحتل من على خريطة العالم العربي لأن هذا يعطيني شعورا بالتهميش وعدم الانتماء إلى باقي العالم العربي، ما يسبب اضطراب الهوية لدينا كعرب من خلال اعتبارنا صهاينة ويهودا، والتقليل من شأننا كعرب وكشعب حافظ على ثقافته وأرضه من دون أن يسمح للاحتلال بأخذ أرضه، وتهجيرنا من الأراضي التي ولدنا فيها".

ويشير موسى إلى أنه حال وصوله إلى البرلمان، سيقوم بتصحيح وتغيير النظرة المزورة لدى الجمهور العربي حولهم، من خلال عرض القصص التي تتحدث عن فلسطينيي الداخل المحتل، وتسليط الضوء على عملية التهويد التي تعرض لها الداخل المحتل، وعمليات التهجير التي تمت لمدن وبلدات فلسطينية ومقاومتهم لذلك، بالإضافة إلى طرح القضايا التي يعاني منها "عرب" الداخل الفلسطيني المحتل، والتعريف عنها في الإعلام.

من جانبه، يرى المرشح رضا ياسين، بأن قضية مقاومة تطبيع الدول العربية مع الكيان الصهيوني ومنع المشروع الصهيوني من الوقوف في وجه نهضة الدول العربية، من أبرز القضايا الرئيسة التي يعتمد عليها في برنامجه الانتخابي.

وقال ياسين لـ فلسطينيو الخارج: "التطبيع مع الكيان الصهيوني هو خطر يتجاوز ضرره فلسطين ليصل جميع الدول العربية، وهو تعزيز لواحد من أبرز أسباب مشاكلنا وهو الكيان الصهيوني، والذي تقوم استراتيجيته على إضعاف الدول العربية ومنع أي نهضة لها من شأنها تهديد وجوده، من خلال التغلغل في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدول العربية، واستخدام مبدأ "فرق تسد" التي يحول الأنظار عنه لخلافات ثانوية."

ويقدم ياسين مقترحا ب 3 خطوات عملية، حال نجاحه في الوصول إلى البرلمان، وهي "حملة تثقيفية كبرى للشعوب والحكومات يوضح من خلالها أن التطبيع مع الاحتلال يجلب مزيداً من التخلف لدولنا، وإقامة مراصد لأية تحركات صهيونية تمس سيادة دولنا، والتحرك بكافة السبل سياسياً وقانونياً واجتماعياً".

والخطوة الثالثة إعداد "منهاج خاص بالقضية الفلسطينية وعدونا المشترك الكيان الصهيوني يتحدث عن خطورة التطبيع مع العدو وخطره على مجتمعاتنا ودولنا".

وحرصا على منح المصوتين فرصة أكبر للتعرف على المرشحين، عرض القائمون على البرنامج، عدة قضايا عامة تهم المواطن العربي، على المرشحين لإبداء رأيهم حولها.

فاتفق المرشحان من بين هذه القضايا، على ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة، وأحقية المرأة بمنحها الجنسية لأطفالها، واستقبال اللاجئين، وحرية اعتناق الدين، وأن الثورات الشعبية سبيل للتغيير، وفتح الحدود بين الدول العربية. وعلى رفض التطبيع مع الاحتلال، وفكرة توريث الحكم، وفصل الدين عن الدولة، وجرائم الشرف، وتزويج المغتصب.

واختلفا في قضايا أخرى، فالمرشح ياسين ضد فرض السلطات رقابة على النشر، والمساواة في الميراث، ومع تنفيذ أحكام الإعدام، بينما المرشح موسى يرى بضرورة فرض الرقابة وتحقيق المساواة في الميراث ورفضه لتنفيذ أحكام الإعدام. 

وتفرد كل منهما، في إبداء رأيه من بعض القضايا، فالمرشح ياسين مع توفيق أوضاع من لا يحمل أوراقا ثبوتية، وضد حظر الأحزاب السياسية، والمرشح موسى مع فرض التجنيد الإلزامي، ورفض تزويج القاصرات.

للمشاركة في التصويت من خلال موقع برلمان شعيب .. صوت