استطلاع أكاديمي في أميركا يظهر أن الوضع بين الفلسطينيين و"إسرائيل" أقرب لنظام "الأبارتهايد"

أظهر استطلاع جديد أجري بمناسبة مرور عام على اتفاقيات التطبيع ، أن ثلثين من مجموعة من الأكاديميين وخبراء الشرق الأوسط في جامعات ومراكز أبحاث أميركية يعتقدون أن الوضع القائم في العلاقة بين الفلسطينيين و"إسرائيل" هو أقرب إلى نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد".
واستطلع الاستفتاء الجديد (بعد عام من دخول اتفاقية إبراهام حيز التنفيذ)، رأي علماء الشرق الأوسط في تطبيع العلاقات بين "إسرائيل" ودولة الإمارات، والبحرين، والسودان والمغرب، ما إذا كان "حل الدولتين" بين "إسرائيل" وفلسطين لا يزال ممكنًا.
وأشرف على الاستفتاء الدكتور شبلي تلحمي، الأستاذ في "جامعة ميريلاند"، والباحث في معهد بروكينغز في واشنطن، ومارك لينش أستاذ العلوم السياسية في جامعة "جورج واشنطن" اللذان وصفا الاستطلاع بأنه مسح فريد من نوعه كونه خاطب الخبراء في هذا الشأن.
ويستطلع استفتاء "مقياس الأكاديميون وخبراء الشرق الأوسط (في أميركا) "MESB آراء الخبراء الأكاديميين حول الشرق الأوسط، بما في ذلك أعضاء من قسم سياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لجمعية العلوم السياسية الأميركية وجمعية دراسات الشرق الأوسط.
وقال الخبيران في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة: "لقد حددنا 1290 باحثًا من هؤلاء وحصلنا على معدل استجابة 43 بالمائة في الفترة من 26 آب إلى 9 أيلول، وأجاب ما مجموعه 557 باحثًا، مقسمين بالتساوي تقريبًا بين علماء السياسة والعلماء من التخصصات الأخرى".
وأشارا إلى أن 80% من المشاركين شاركوا في هذه الجولة في الاستطلاع الأول الذي أجريناه في شباط الماضي.
وأضاف الباحثان "لقد وصف العلماء والخبراء طبيعة العلاقة بين إسرائيل وفلسطين بأنها أقرب إلى الفصل العنصري (الأبارتهايد)".
وأكدا أن النسبة المئوية للباحثين والخبراء الذين قالوا إن "حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، الفلسطيني لم يعد ممكنًا، ارتفعت بمقدار 5 نقاط مئوية، من 52 ٪ (في شباط الماضي) إلى 57 ٪ في الاستطلاع الأخير".
وأوضح الباحثان أن نسبة العلماء الذين يصفون الوضع الحالي بأنه "واقع دولة واحدة أقرب إلى الفصل العنصري" بشكل أسرع ، زادت من 59% في شباط الماضي إلى 65% في الاستطلاع الأخير.
بدوره، قال تلحمي ولينش: "تعتبر هذه الزيادة قوية بشكل ملحوظ عبر التركيبة البشرية للاستطلاع: المشاركون من الذكور والإناث، وعلماء السياسة أو العلماء غير السياسيين، وأعضاء مؤسسة “العلماء السياسيون للشرق الأوسط (APSA وMESA)، والمستجيبين المقيمين في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر، وأولئك الذين شاركوا في استطلاعنا الأول في شباط وأولئك الذين لم يفعلون".
وفي ردهما على سؤال ما الذي يُفسر هذه الزيادة الكبيرة في أقل من سبعة أشهر؟، يقول الخبيران: "في حين أنه من المستحيل معرفة ذلك على وجه اليقين، فقد حدث حدثان بارزان بين الاستبيانين".
وأوضح الخبيران أن الحدث الأول: "أظهرت الأزمة في إسرائيل بأعقاب عمليات الإخلاء المخطط لها للعائلات الفلسطينية من منازلهم في القدس بشكل واضح المعاملة غير المتساوية للفلسطينيين واليهود الخاضعين للسيطرة الإسرائيلية.. وزاد القتال اللاحق في غزة بين إسرائيل وحماس من تركيز الاهتمام العالمي".
وثانيًا: أصدرت منظمتان لحقوق الإنسان– "بتسيلم الإسرائيلية"، وهيومان رايتس ووتش، تقارير تمت قراءتها على نطاق واسع، حيث تصف نتائج منظمة بتسيلم "الواقع في إسرائيل وفلسطين بأنه فصل عنصري"، بينما يرى تقرير هيومن أن" سلوك إسرائيل يتناسب مع التعريف القانوني للفصل العنصري".
وأضاف الباحثان "طلبنا من العلماء أيضًا تقييم تأثير اتفاقيات إبراهيم الموقعة في عام 2020 بين "إسرائيل" والإمارات والبحرين– السودان والمغرب الموقعة أيضًا في وقت لاحق، وكان المشاركون في الاستطلاع سلبيين للغاية من أن الاتفاقات ستعزز آفاق السلام "الإسرائيلي" الفلسطيني: ما يقرب من ثلاثة أرباع، 72% قالوا إن التأثير كان سلبيًا، فيما قال 6 في المائة فقط إن الاتفاقات سيكون لها تأثير إيجابي".
ويجد الاستطلاع بشكل عام أن 70% قالوا إن الاتفاقات سيكون لها تأثير سلبي على النهوض بالديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة، في حين قال أقل من 5% أن الاتفاقات سيكون لها تأثير إيجابي.
ويستنتج الاستطلاع أنه بعد ستة أشهر من إدارة بايدن، قدم علماء الشرق الأوسط تقييمًا أكثر تشاؤمًا للمنطقة.
ولا يرى عدد قليل من الباحثين الأمل في أن" يتحقق حل الدولتين في "إسرائيل" وفلسطين فحسب، بل يرى 80٪ الآن أن غيابها سيضمن على الأرجح أن إسرائيل ستصبح نظامًا شبيهًا بنظام الفصل العنصري".
ويرى العلماء أيضًا أن الديمقراطية في تونس والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني أقل احتمالًا، وعلى عكس المزاج الاحتفالي في واشنطن بشأن اتفاقيات أبراهام في عام 2021، فإنهم يرون أن" التأثير سلبي في الغالب على المنطقة".
المصدر/ وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"