معين الطاهر
رهانات السلطة الفلسطينية
لا تزال قيادة السلطة الفلسطينية تبحث عن شريك إسرائيلي يشاطرها سعيها في العودة إلى دائرة المفاوضات، وهو أملٌ عاد وانتعش، بعد أن خبا بريقه في عصر ترامب – نتنياهو. ومما يجدر ذكره أن الرئيس محمود عبّاس كان، خلال معارضته صفقة القرن، أمينًا لموقفه المتمثل بالسعي إلى استئناف المفاوضات، بل وربط بين رفض خطة ترامب – نتنياهو والعودة إلى مسار التسوية عند انهيار الصفقة، الأمر الذي تحقّق بهزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتلاها سقوط بنيامين نتنياهو، ومجيء حكومة يمينية أخرى بزعامة نفتالي بي
ما بعد القدس وسيفها
لم تنجح صفقة ترامب - نتنياهو المستندة إلى الرواية الصهيونية التوراتية في أن تجد مَن يؤيدها فلسطينياً، وتمكنت الفصائل الفلسطينية، بعد ترقب وتردد، من توحيد موقفها في مواجهة الصفقة، وعُقد لقاء الأمناء العامين للفصائل على مختلف اتجاهاتهم عبر التقنيات الحديثة، ليسفر اجتماعهم عن برنامج حد أدنى قوامه تأليف إطار قيادي للمقاومة الشعبية السلمية في الضفة الغربية، وعقد انتخابات المجلس التشريعي ورئاسة السلطة التي وُصفت بـ "دولة فلسطين"، مع أن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني يقيم خارج حدود تلك "الدولة"، ولا يحقّ
فلسطين .. عندما تنقلب الموازين
تتالت المفاجآت، ابتداءً من هبّة باب العمود، والصمود الأسطوري لأهالي حيّ الشيخ جرّاح في وجه محاولات اقتلاعهم وتهجيرهم وإحلال المستوطنين محلهم، إلى الدفاع عن المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، ومنع المستوطنين من اقتحامه، وفق ما خطّطوا له، بمساعدة الشرطة الإسرائيلية. كانت القدس البداية، إذ احتشد فيها عشرات الآلاف من أهلها، ومن مختلف أرجاء الضفة الغربية، وفلسطينيي الأراضي المحتلة منذ 1948 الذين شدّوا الرحال إلى الأقصى وإلى "الشيخ جرّاح"، مؤكدين وحدة موقف الشعب الفسطيني الذي عبر جميع الحواجز، وتجا
عن مسار التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني
في مخالفة لجميع الأعراف الدبلوماسية، يعلن البيت الأبيض في واشنطن، وعلى لسان رئيس الولايات المتحدة الأميركية، وقبل إعلان الأطراف المعنية، تبادل العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مقابل اعتراف أميركي بالإقليم الصحراوي إقليمًا مغربيًا! ومتى كان غير ذلك؟ وهو ما يعرفه الشعب المغربي، المتمسّك بوحدة ترابه، والمجمِع عليه، إذ لا يضيف الاعتراف الأميركي شيئًا على مستوى حل هذه المشكلة القائمة منذ عقود، بل قد يزيد في تعقيدها، وفي تعميق الخلاف بين المغرب وجاراتها، فليس ذلك في حقيقته سوى غطاء يبرّر فيه النظام توجهه
فلسطين على مفترق طرق
كلما تعددت الخيارات واختلفت، وكما تروي الجدات في حكايتهن، نصل دائمًا إلى مفترق حاسم تتشعب عنده الطريق إلى واحد للسلامة، وآخر سمّينه في مروياتهن "طريق الندامة"، وهو طريق الهلاك "اللي بتودي وما بتجيب". وفي كل مرّةٍ، يتحتم على شخوص الحكاية اختيار ما يعتقدون أنه قد يوصل إلى بر الأمان، فمنهم من يصل إلى مبتغاه، ومنهم من يضل.
في حال العرب وفلسطين
"لا يمكن أن يثأر الجيل المقبل ما لم نؤدِّ نحن واجبنا، ما لم نترك له مراتب من الشرف والكرامة والبطولات. إنني أؤكد لكم، أنه إذا تم الأمر ولم نقاومه، ولم نخرج من المعركة جرحى أو مقتولين قتلًا ونضالًا، وقد سلِم شرفنا، فإنّ المقاومة سوف تضمحل تدريجًا، وسنرى دعوة للاعتراف بدولة إسرائيل تروَّج بين الناس، وسوف نرى بعض الدول العربية تقرّر أنّ مصلحتها في التبادل الاقتصادي مع إسرائيل، وفي الاعتراف بها. وسوف تصرّ إسرائيل على عدم التعويض للاجئين عن أراضيهم وأملاكهم".
الانتخابات الفلسطينية بين الوحدة والانقسام
وافقت قيادتا السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية غير متزامنة، باعتباره حلًا سحريًا قد يعيد إلى الوطن الفلسطيني لُحمته، وينهي الانقسام، ويجدّد الشرعية الفلسطينية المفقودة منذ زمن بعيد، ويوحّد شطرَي الوطن، بعد انقسام سياسي وجغرافي طال مداه، وأن مدخل هذا كله يكمن في اللجوء إلى صناديق الاقتراع التي لم تُحترم نتائجها سابقًا، وفي منح الشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة أخيرًا حقه في ممارسة شكل من أشكال الديمقراطية لانتخاب مم