هل كفّت أوروبا حقّاً عن دعم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وحرب التجويع الجارية في غزة؟ من الواضح أنّ تغييرات طرأت على المواقف الأوروبية في الآونة الأخيرة، قياساً بما كان عليه الأمر في الشهور السابقة.

«العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا سرعان ما ينسون!»، مَن يذكر هذه المقولة اليوم، التي حُفِرَت عميقاً في وعي مَن تذمّهم، ورُفعت في مُداولاتِ أمّة العرب والمسلمين عبر أكثر من نصف قرن إلى مصافّ القوْل العقائديّ المأثور، الذي لا يرقى إليه شكّ،

تجد الضحية الفلسطينية سبيلها بمشقة بالغة إلى مركز التغطيات الإعلامية الأوروبية والغربية، إن لم تُستبعَد بالكامل لصالح رواية تكاد تمنح الانطباع بأنّ "فلسطين تحتل إسرائيل"، ولن ينجو الفلسطيني من قسوة الذمّ إن اخترق حصونا تضطهده وأسوارا تحاصره.

يبقى بريق “الخبرة الإسرائيلية” في هذا المجال مُخادِعاً في الواقع، فكلّ هذه القدرات والإمكانات والتقنيات التي تحوزها أجهزة الاحتلال، بما فيها الشرطة، لم تؤهِّلها لإخضاع الشعب الفلسطيني حتى بعد مضيّ ثلاثة أرباع قرن على النكبة

لم تدرك الطفلة أنّ سيارة الإسعاف التي تقلّها محمّلة أيضاً بأفراد من أسرتها وجيرانهم سحقهم القصف وصاروا أشلاء. صار وجه ميرال البريء بعد هذا المقطع المؤثِّر رمزاً للصدمات الفاجعة التي لا يكفّ جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحضيرها لأطفال غزة.

امتازت الجزائر بأن تطوّرت فيها حالة مذهلة من التماثل الوجداني مع فلسطين، لها خصوصيتها التي تتضح سماتها من تعبيرات الأفراد والجماهير التلقائية. ولا تهوِّن خصوصية الجزائر في هذا الشأن من أصالة مواقف الشعوب في غيرتها. 

"امكث في المنزل" هي الوصية الأولى في عالمنا اليوم، لمنع انتشار فيروس كورونا الذي صار جائحة معولمة، لكنها تحمل معاني غير متوقعة لدى الشعب الفلسطيني.