يرتكب الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في قطاع غزة منذ ما يزيد عن 5 شهور، حيث لم يدع وسيلة من وسائل القتل إلا واستخدمها في حربه ضد المدنيين فقتلهم قصفاً وخوفاً وجوعاً ومرضاً، الأمر الذي تسبب بثورة شعبية عالمية ضده جعلت غزة حاضرة في كل المحافل.

في خيام متكدّسة يعيش نازحو قطاع غزة ظروفاً معيشية قاسية تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية.

يتعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير كافة المستشفيات والمراكز الصحية والطواقم الطبية، وذلك في ظل استمراره بتنفيذ الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فلم يبق مستشفى ولا مركزاً صحياً إلا وتعرض للقصف والاعتداء من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يدع حرمة لأي من الحرمات الدينية أو الدولية إلا وانتهكها.

في كل عام تضج مدن فلسطين وأبرزها القدس وبيت لحم باحتفالات رأس السنة الميلادية فتعم الأضواء وأشجار الميلاد ومظاهر الاحتفال المختلفة أرجائها، إلا أن هذا العام يمر يوم الميلاد في ظل عدوان وحشي دموي يشنه مدعي السلام من أميركان وإسرائيليين على المدنيين في قطاع غزة ليغطوا بضجيج قصفهم صخب احتفالات مسيحيو فلسطين وفرحهم بيوم الميلاد.

أصعب ما يمكن أن تسمعه، أصوات انبعثت من بين دخان القصف والدمار في غزة، ما بين صمود وصدمة نسمع أصوات ستبقى محفورة في الأذهان على مر الزمان.. "الأولاد ماتو بدون ما ياكلو"، "أبوكو ماات"، "والله ما احنا منهزين"، "قتلو العروس"، "كنت بدي أعمللها عيد ميلاد"، "هذا الطفل مجهول رقم 101"، "أنا الليلة سأبات في بيتي المهدم ولن أرحل".

تتابعت البيانات والمواقف الرسمية رداً على العملية العسكرية التي وُصفت بغير المسبوقة والتي نفذتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة فمن المواقف ما كان داعماً للمقاومة ومعتبراً العملية رداً طبيعياً مشروعاً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين، ومنها من انحاز للاحتلال وأيّد عملياته العسكرية ضد المدنيين في قطاع غزة معتبرها دفاعاً عن النفس.