أصعب ما يمكن أن تسمعه، أصوات انبعثت من بين دخان القصف والدمار في غزة، ما بين صمود وصدمة نسمع أصوات ستبقى محفورة في الأذهان على مر الزمان.. "الأولاد ماتو بدون ما ياكلو"، "أبوكو ماات"، "والله ما احنا منهزين"، "قتلو العروس"، "كنت بدي أعمللها عيد ميلاد"، "هذا الطفل مجهول رقم 101"، "أنا الليلة سأبات في بيتي المهدم ولن أرحل".

تتابعت البيانات والمواقف الرسمية رداً على العملية العسكرية التي وُصفت بغير المسبوقة والتي نفذتها المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة فمن المواقف ما كان داعماً للمقاومة ومعتبراً العملية رداً طبيعياً مشروعاً على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق الفلسطينيين، ومنها من انحاز للاحتلال وأيّد عملياته العسكرية ضد المدنيين في قطاع غزة معتبرها دفاعاً عن النفس.

ما أن باغتت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مستوطنات غلاف غزة وتنفيذ عمليات عسكرية فيها، في عملية أطلق عليها قائد أركان المقاومة اسم "طوفان الأقصى"، والتي صدمت الاحتلال الإسرائيلي والعالم أجمع وجاءت رداً على اعتداءات الاحتلال وانتهاكاته المتكررة للمسجد الأقصى والمرابطات فيه، حتى بدأ الاحتلال بالرد وتنفيذ غارات جوية وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة زعماً منه أنها رد على عمليات المقاومة.

ما بين تنديدات رسمية ومظاهرات وحملات شعبية ومسير استمر 7 أشهر، تضامن نشطاء حول العالم مع فلسطين، وذلك في ظل استمرار الاحتلال بانتهاكاته بحق فلسطين من اقتحامات للمسجد الأقصى واعتقالات واعتداءات على النساء والأطفال بالإضافة لاستمراره في حصار قطاع غزة لـ17 عاماً.

استمراراً لعمليات التنكيل والتضييق على الأسرى وسلبهم لأبسط الحقوق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، شرع الوزير المتطرف "ايتمار بن غفير" بتقليص زيارات أهالي الأسرى لتصبح مرة كل شهرين.

ورغم مرور 54 عامًا على الجريمة، إلا أن النيران ما تزال مشتعلة داخل المسجد الأقصى، مع تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بشكل غير مسبوق، من حيث ارتفاع وتيرة الاقتحامات، وفرض الصلوات التلمودية، والحفريات والتهويد، واستهداف المصلين والمرابطين بالاعتقال والإبعاد، ومحاولات بسط السيطرة الكاملة عليه وفرض مخطط تقسيمه.