منير شفيق
الأثر العالمي لطوفان الأقصى
خلاصة السنة المنصرمة، منذ عملية طوفان الأقصى الكبرى، كانت قاسية جدا على الشعب في قطاع غزة، وذلك بسبب ما شُنت عليه من حرب إبادة إجرامية وحشية، طوال اثني عشر شهرا بلا توقف، وليل نهار، وساعة بساعة، وأمام العالم بأسره صوتا وصورة، ومناظر أشلاء، وأجساد تحت الركام، وأطفال يتمرغون بالدماء، وآباء وأمهات يحملونهم إلى أن يُدفنوا جماعيا، أو إلى المشافي التي أصبحت خرابا.
الاختراق لا يصنع الانتصار
كان ميزان القوى عالميا وإقليميا وفلسطينيا (محور المقاومة) مائلا في غير مصلحة الكيان الصهيوني، وعلى التحديد ضد سياسات نتنياهو الذي راح يقود ومجلسُه الحربي استمرارَ الحرب العدوانية وحرب الإبادة في قطاع غزة، طبعا دون إغفال ما يتلقاه من دعم عسكري من أمريكا وأوروبا، ومن غطاء سياسي، سمحا له بأن يتحدى العالم بالمضي في حرب الإبادة البشرية وحرب العدوان في قطاع غزة
الضربة الغادرة إلى حزب الله قاسية جداً
لا شك أن الضربة الغادرة التي وجهت إلى حزب الله قاسية وقاسية جدا جدا، ولكنها ليست قاتلة ولا تحسم الحرب إذا وقعت.
لا يلدون إلّا مستوطنين
من أكثر المقولات فخاخا للمقاومة الفلسطينية المعاصرة بعد 1968، وللمثقف الفلسطيني عموما، كان الانشغال بالحلّ الفلسطيني، بما في ذلك الحلّ النهائي للقضية الفلسطينية.
حرب الإبادة إلى أين؟
لا بدّ من أن يعجب أصدقاء الكيان الصهيوني ومؤيدوه، كما أعداؤه ومعارضوه، من المستوى المنحط الذي وصلته قياداته الحالية، وقسم كبير من "رأيه العام"، (وهو مشكّل من مستوطنين، أبا عن جد)، وذلك عند التدقيق في الإبادة البشرية والقتل الجماعي اللذين مورسا على مدى أحد عشر شهرا، وما زال حبلهما على الجرار حتى اليوم، وغدا.
الشعوب المحتكرة للحرية
ذهب البعض إلى جعل "الحرية الفردية" أولوية، والقيمة العليا من بين القيم الأخرى. وأصروا على مناقشتها كقيمة مجردة، بمعزل عن التجربة الغربية وما انتهت إليه من ظلم عالمي يمارسه الغرب ضد غالبية شعوب العالم، وما انتهت إليه من دمار للطبيعة والمناخ، ومن طغيان واحتكار للسلطة والثروات الخيالية في يد بضعة أفراد.
المقاومة وجريمة الإبادة
منذ الآن بدأت بعض المقالات تطل برأسها لتنتقد المقاومة، بأنها لم تحسب موازين القوى، التي لا تسمح للشعب الفلسطيني سوى بالانكفاء عن المقاومة، وجعل أولويته واستراتيجيته هما السعي للبقاء، بل المحافظة على مجرد البقاء على الأرض.