منير شفيق
في مناقشة الوسطاء
عندما اندلعت المواجهات (الانتفاضات والحرب) في شهر رمضان المبارك وبعده، على الأرض الفلسطينية بكاملها، ارتبكت المواقف الدولية والعربية الرسمية، وأصبحت مشدودة إلى تلك المواجهات، وراحت تسعى إلى وقف إطلاق النار والتهدئة. وغدا ذلك شغلها الشاغل حتى حقّ للمرء أن يتساءل: أين الصراع الأمريكي ضد الصين وروسيا؟ وأين ما كانت تسعى إليه أوروبا دولياً؟ وكذلك روسيا والصين، وأمانة هيئة الأمم، ومجلس الأمن (الذي تعطل عن أخذ أي قرار)؟ وأين مساعي الدول العربية، وبعض الإسلامية التي حارت بين إدانة الاعتداءات الصهيونية و
انتفاضة فلسطين وميزان القوى
من أصعب الأمور تفسيرُ الظواهر الجديدة في عوالم الحرب والسياسة والاجتماع. ذلك لأنّ ثمّة عوائقَ نظريّةً تأتي من الماضي، وعوائقَ نظريّةً تحملها الظواهرُ الجديدةُ نفسُها، ولا سيّما بسبب الجديدِ فيها وما يأتي به من أبعادٍ مستقبليّة.
انتصار سيف القدس
يحق للمقاومة والشعب في قطاع غزة، ويحق لشباب فلسطين وجماهيرها داخل حدودها التاريخية، وفي كل بلدان اللجوء أن يرسموا علامة النصر ويعلنوا النصر بعد وقف إطلاق النار بلا قيد أو شرط وهذا التأكيد على الانتصار لا يصدر عن وهم ولا مبالغة ولا رفعاً للمعنويات؛ وإنما هو مستند إلى وقائع تجسدت على الأرض وفي ميادين المواجهات طوال شهر رمضان المبارك وما بعده حتى اليوم
إلى الانتفاضة الشاملة
لو كانت ثمّة قيادة رسمية فلسطينية، غير القيادة الحالية التي يرأسها ويقودها محمود عباس، لقامت انتفاضة شعبية شاملة في القدس والضفة الغربية منذ خمس سنوات على الأقلّ، ولكانت القدس والضفة محرّرتَين من الاحتلال والاستيطان. هذا الرأي لا يُقال تجنّياً، فمحمود عباس حدّد استراتيجية تعتمد منهج «اتفاق أوسلو» الذي كان عرّابه، وما زال مصرّاً عليه، على الرغم من فشله الفاضح، وعلى الرغم ممّا تلقّاه ويتلقّاه «أبو مازن» من إهانات على المستوى الشخصي. والأنكى، أن رئيس السلطة ما زال مصرّاً على «التنسيق الأمني» الذي ي
أين الأولوية الفلسطينية؟
من غير الصحيح أن تم التشديد على أن الوضع الفلسطيني في أزمة أو مأزق في الوقت الذي يعاني فيه العدو الصهيوني أزمة ومأزقاً، لم يسبق لهما من مثيل، وذلك منذ وعد بلفور 1917 حتى وقت قريب، لنقل حتى نهاية القرن العشرين، مع أقل أو أكثر ببضع سنين.
في فهم أسس السيطرة الغربية على العالم
طوال القرنين السادس عشر والسابع عشر راحت أوروبا الملكية الإقطاعية تتحرك باتجاه استيطان الأمريكيتين، والسيطرة عليهما وإخضاع شعوبهما الأصلية، أو في الأدق إبادتهم للحلول مكانهم.
من التوافق الفلسطيني إلى بايدن
إن أعمق انقسام داخلي فلسطيني- فلسطيني عرفه التاريخ الفلسطيني، تمثل في الانقسام حول اتفاق أوسلو. وهذا الانقسام ما زال ينخر في الجسم الفلسطيني، بالرغم من إعلان فشله رسميا من جانب رئاسة سلطة الحكم الذاتي، ورئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ولكنها وهي تقود حركة فتح ما زالت تعلن تمسكها بنهج اتفاق أوسلو وسياسة التسوية، وحلّ الدولتين الذي يتضمن الاعتراف والصلح والتطبيع، ولم يبق من فلسطين للفلسطينيين إلاّ 22 في المائة منها، وحتى هذه خاضعة للتفاوض، أي متنازع على أجزاء غير محددة منها، ثم أضف تبنيها و